هكذا تكلم الربانيون (1) : منارات على الطريق

منارات على الطريق



المؤمن مسافر إلى الله تعالى ، و خلال سفره لا بد له من منارات تضيء له ما استترأو خفي من منعرجات الطريق ... أو تبين له ما غابت معالم السلامة فيه ، و لا خير و لا أجمل و لا أروع من حياة الربانيين من سلفنا الصالح ؛ نستضيء بها في سفرنا و سيرنا إلى الله تعالى ...
و هذه منارات و فوائد من حياة الصالحين ؛ قمَّشتها خلال تصفحي لبعض الكتب و المواقع ، و مع كل فائدة هويتها - مصدرها - ... سائلاً الله تعالى أن ينتفع بها ؛ فتكون نقطة علّام في سيرنا :

أولئك آبائي فجِئني بمثلهم - إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ


1 - التقوى : قال ثابت البناني : قال أبو عبيدة : " يا أيها الناس ؛ إني امرؤ من قريش ؛ وما منكم من أحمر ولا أسود يِفضُلني بتقوى إلا وَدِدتُّ أني في مسلاخه " . المِسلاخ : هو الجِلْد – [ سير أعلام النبلاء : 1/18].
2 - الإنفاق : عن سعدى بنت عوف المرية قالت : " دخلت على طلحة – و هو زوجها - يوماً وهو خاثر – أي : ثقيل النفس غير نشيط- ، فقلت : ما لكَ ؟ ! لعلك رابَك من أهلك شيء ؟ ، قال : لا والله ، ونِعمَ حليلةُ المسلم أنت ، ولكن مالٌ عندي قد غمَّني ! فقلت : ما يغمُّك ؟ ؛ عليك بقومك .
قال : يا غلام ؛ ادعُ لي قومي ؛ فقسِّمْه فيهم . فسألت الخازن : كم أعطى ؟ قال : أربع مئة ألف . [ سير أعلام النبلاء : 1/32] .
3 - تضييع القرآنِ و العملِ به : عن جيلان بن أبي الجلد قال : " لا يذهب الليل والنهار حتى يَخْلق هذا القرآن في قلوب رجال ؛ كمثل الثوب البالي الذي يتهافت ، لا يجدون حلاوة له ولا لذّة ، إن ترك أحدهم بعض ما أُمر به قال : إن الله غفور رحيم ! وإن ركب بعضَ ما نُهي عنه ؛ قال : إنه سيُغفَر لي ؛ إني لا أشرك ! . كلُّ أمرهم إلى الطمع ، وليس معهم من الخوف شيءٌ ، خيرُهم في أنفسهم المداهنٌ . [ الكُنَى والأسماء للدولابي : 1/40] .
4 - المجاهدة : قال ثابت بن أسلم : " كابدتُ الصلاة عشرين سنة ، وتنعَّمتُ بها عشرين سنة " . [ سير أعلام النبلاء : 5/224].
5 - الإخلاص : عن سعد بن إبراهيم ؛ قال : مَرُّوا على رجلٍ يوم القادسية ؛ وقد قُطِعت يداه و رِجلاه ؛ وهو يِفحص- ينتفض من جراحه - ؛ وهو يقول :]مَعَ الَذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالِحِينَ وحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً [[النساء : 69] ؛ قال : فقال : مَن أنت يا عبد الله ؟ قال : " أنا امرؤٌ من الأنصار " . [ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه : 15597/ 15589] .
6 - هلاك الناس بذهاب العلماء : قال هلال بن خباب ؛ أبو العلاء : سألت سعيد بن جُبَير؛ فقلت : يا أبا عبد الله ؛ ما علامة هلاك الناس ؟ قال : " إذا هلك علماؤهم " . [ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 19053 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 4/ 276) ] .
يتبع إن شاء الله تعالى ، و الحمد لله رب العالمين .