هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات احباب الله
منتدى اسلامي عام
أهلا بك زائرنا الكريم ، شرفتنا بالزيارة ، ونود أن تستمتع بكل ما يحويه المنتدى من أقسام ومواضيع ، ويسرنا جدا أن تكون عضوا في منتدى احباب الله لتفيد وتستفيد - الآراء المنشورة في المنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تمثل وجهة نظر المنتدى الرسمية - التمسك بالأخلاق الإسلامية والهدي النبوي الشريف يعكس صورة رائعة للعضو في هذا المنتدى ونعلم أن الجميع هنا بحول الله من هؤلاء النخبة ..الادارة العامة -
موضوع: صبراً أُختاه ... إنه الابتلاء الأربعاء أبريل 07, 2010 10:31 pm
صبراً أختاه ... إنه الابتلاء
كتبتْ أليَّ تقول : أنا امرأةٌ مسلمة ، أملك من الثقافة و الجمال و الإبداع - فيما أكرمني الله تعالى به من اختصاص - ما جعلني مغبوطةً من قِبَل كل من عرفني و عرف إبداعي و تفانيَّ في تقديم ما ينفع لأسرتي ديني و أمتي . ... و أنا متزوجة من رجل ؛ أحبه و يحبني ، و قد أكرمني الله تعالى فأنجبت منه عدة أولاد . أعرف واجباتي الزوجية كما تعرفها أكثر النساء أنوثة و رِقَّّةًً و ذوقاً و إسلاماً ... وإتقاناً لفنِّ رعاية الزوج في سمعه و بصره و ذوقه و حتى بطنه !!! و لا أُنكر أنه يحبني ، و لا يمنعني شيئاً من حقوقي الزوجية ، لكنه ابتُلي بمحيط أُسروي و وظيفي فشتْ فيه عادة التعدّد في الزواج ، و هذا ما أثارغيرته – ربما - ... فما كان منه إلا أن صارحني برغبته بالزواج عليَّ من امرأة أخرى ! فسألته عن السبب : هل هو بغضه لي ؟ هل هو تقصير مني ؟ هل هو بسبب إساءة ما مني ؟ فكان جوابه سبباً للمزيد من الألم و الحَيرة في نفسي ؛ فقد أخبرني أنه يحبني ، و لا يشكو مني شيئاً ؛ بل أنا في نظره : المرأة المسلمة النموذجية ... لكنّ - أضاف قائلاً - النبيَّ – صلى الله عليه و سلم – أحبَّ زوجته أم المؤمنين عائشة ، و مع ذلك فقد تزوج عليها ، فليس من الضروري أني كارهٌ لكِ ، بل أنا أريد الزواج مرة أخرى لحاجتي إلى هذا الزواج ؛ مع حبي لكثرة الأولاد ؟ لقد برَّر رغبته بالزواج مرة أخرى : بما لا أملك – و أنا المرأة المسلمة ؛ التي تقف عند حدود شرع الله تعالى – أن أرفض أو أعترض ... فقد صرّح قائلاً:أنا أشعر بحاجة إلى امرأة أخرى من الناحية الجنسية؛نظراً لشدة هذه الناحية عنده ، و عدم اكتفائي بواحدة ؟ فماذا أفعل ؟ و نيران الغَيرة تكاد تقتلني ؛ إذ لا أستطيع أن أتحمَّل أن زوجي سيتزوج امرأة أخرى ... سيعيش مع امرأة ثانية زوجةًً له ... أن تقاسمني حبّي و أبا أولادي امراةٌ أخرى ...!!! ما أستطيع أن أتصور ذلك ... فضلاً عن أن أرضى به؟ أنا أحبه كثيراً ، و لا أشكو منه شيئاً ... و مع ذلك فلو فعلها ... فلن أصبر ... و سأطلب الطلاق و الانفصال ... رغم حبي له و إرادتي للاستمرار معه ...! فكان مما أجبتها : و الله الذي لا إله غيره – أختي المصون - أشعر بمدى ألمك ... و بالبركان الذي يعتلج في صدرك ... و حُقَّ لك أن تبكي حبَّك ... و تعلي الصوت بحيرتك ... و لكن اسمحي لي يا أخت الإيمان أن أخاطبك بهذه الكلمات: أختي المصون : إن كنتِ غير مقصّرة في حقوقه الزوجية ... ولا يوجد سبب من قبلك يدفعه إلى الزواج من أخرى ... فنحن أمام احتمالات عدة: أ – أن يكون صادقاً في دعواه أنه محتاج إلى امرأة أخرى ليروي حاجات الرجولة فيه... خاصة و قد اخبرتِني – أختي – أنه صالح ، يخشى اللهَ تعالى ، و ليس هو بالرجل الهوائي ؛ الذي لا دين له . و عندها : فلا بد من أن نرضى بهذه الدعوى ؛ لأن الوقوف ضدها كأنه إغراء له أن يقع في الحرام كُرمى للغيرة التي تعتلج في قلبك نيرانُها!! و أرى أن الزواج مرة ثانية – و تعدد الزوجات عموماً – يقوم على دافعين : 1 - وجود القدرة على أعباء و واجبات الزواج الثاني ؛ دون تقصير في حقوق الزواج الأول ، و هذه القدرة هي : مالية ؛ اقتصادية ، و اجتماعية ؛ سلوكية – بمعنى عدم الإهمال لطرف على حساب طرف آخر ، و لا أقصد به الحب ؛ لأن العواطف هي مشاعر قصرية ينفعل لها و بها الإنسان و لا يفتعلها ... بل لا يستطيع ذلك أبداً - ، فهي تبدأ من البيتوتة و المكوث و تمر بالإكرام و الإفراح ، و تنتهي بالبشاشة و التنزه و الترفيه. 2 - وجود الحاجة : بمعنى أن الرجل يتزوج ثانية ليحقق حاجة و غاية و هدفاً من وراء هذا التعدد ، و كلنا نعلم أن طبيعة النواحي و الدوافع الجنسية مختلفة بين رجل و آخر قوةً و حاجةً و شبقاً ، و لا نملك مقياساً مادياً محدَّداً نستطيع من خلاله أن نُخضِع له النفس البشرية حول هذه الناحية ، فعندما يقول الرجل : أنا أحتاج للتعدّد لأعفّ نفسي . فلا نملك إلا أن نفتش معه عن قدرته المادية – مالاً و صحة و وقتاً - على القيام بهذا العبء الذي سيلتزم به . ب – أن يكون غير صادق في ادّعاءه الحاجةَ للزواج مرة ثانية : و عندها فلا نملك أيضاً إلا أن نحيل أمره إلى علام الغيوب و الخفايا ، مع تفتيشنا و تدقيقنا حول مقدرته المادية على هذه المسئولية . و إن افترضنا أنه قادر و يدّعي الحاجة فماذا نفعل ؟ ما هو الموقف؟ لا شك أن الزواج مرة أخرى فيه ضرر بالزوجة الأولى ، و هذا أمرٌ لا يُنكره منصف ذو تفكير واقعي . و من عجائب اللغة العربية – بل من ذكاء العرب في لغتهم : أنهم يسمُّون الزوجة الثانية و ما يتلوها " ضُرّة " ؛ لأنها في نظر الزوجة الأولى ضرر في ضرر ؛ و هذا صحيح ، لأن الأولى ستتحول من متزوجة برجل إلى متزوجة بنصف أو بثلث أو بربع رجل . لكن في نفس الوقت هناك ضرر آخر لا ينبغي أن تجاهله ؛ و هو : وقوع الرجل في الحرام – إن كان صادقاً في دعواه الحاجة إلى امرأة أخرى-؟ فهل نرضى بهذا الحرام مراعاة لشعور – أقول : شعور – الزوجة الأولى ؟ أم نسدّد و نقارب و نوازن و نقايس ؟ إن الزواج من أخرى : لن يؤثر على نفقة البيت و رعايته و تأمين حوائجه و لا على حقوق الزوجة الخاصة ... و كل ما فيه : تغيُّب الرجل عن بيته الأول مناصفةً مع البيت الثاني ... فهل هذا الضرر يماثل ضرر الزنا و الحرام ؟ لا أظن أن مسلماً لديه أدنى معرفة بأحكام الله تعالى يساوي بين جريمة الزنا و بين مثل هذا الضرر ؟ و قد يقال : فأين المشاعر و الغيرة ؟ و مرة أخرى : هل تنهض الغيرة والمشاعر لتكون مسوِّغاً للرضا بالزنا ؟ و مع ذلك : فهل تُجبَر المرأةُ على الاستمرار مع زوجها إن أراد التعدُّد ؟ بمعنى : هل تأثم إن طلبت التفريق بسبب زواج زوجها عليها ؟ لا شك أن الزوجة أميرةُ نفسها في طلب الطلاق ؛ كما كانت أميرةَ نفسها في الموافقة على الزواج بدايةً ، فهي تملك أن تطلب التفريق ، و تتنازل عن كامل حقوقها الزوجية ، لأن التفريق كان من قِبَلها وبطلبها ، و ليس من العدل أن تطلب هي الطلاق ، و نطلب من الرجل كافة النفقات والمتطلبات ؟ ... فليس لها أيٌّ من الحقوق التي كانت ستأخذها فيما لو كان الرجل هومن طلّق . قد يكون هذا الكلام قاسياً في نظر البعض ، و لكنه دين ، ولا بد من الوضوح و الصراحة . و لكن ؛ هل انتهى الأمر أو الرد عند هذا الحد ؟ لا ؛ لمْ و لن ينتهي ، بل أظن أن الكلام الآتي أكثرُ أهمية من الذي مضى . أختي المؤمنة المصون : إن الزواج مرة أخرى من ضمن التكاليف الشرعية التي شرعها الله تعالى للرجال و النساء ، فالرجل واجب عليه أن يتزوج إن كان محتاجاً لذلك لئلا يقع في الحرام ، و المرأة واجب عليها أن ترضى بمبدأ التعدد و إن لم يجب عليها أن تعيش معه !! لأن الرضا بالتشريع دين وإيمان ، أما العيش مع الواقع فاختيار و قرار و رضوان . و لا شك ان كلمة " التكليف " تحتاج منا إلى وِقفةٍ ، لأن التكليف هو : طلب ما فيه كُلفة ، و الكلفة ألم ... و تضحية ... و مشقّة ... و صبر ... فالصلاة تكليف و تحتاج إلى صبر و تحمل مشقة ... و الصيام تكليف ، و يحتاج إلى ما ذكرنا . و كذلك الأمر في الزواج من ثانية : هو تكليف يحتاج إلى تحمل مشقته وأعباءه الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية بالنسبة إلى الرجل ... و يحتاج من المرأة – الزوجة الأولى – إلى صبر و تحمل لتلك المشقة التي تصيبها من هذا التكليف . و بعبارة أخرى : إني أعتبر الزواج مرة ثانية نوعاً من الابتلاء لكلا الزوجين ، لأني لا أظن أن رجلاً عاقلا يمكن أن يتزوج مرة أخرى إلا لأسباب تجعله يرضى بمشقة الزواج الثاني ، و تهوّن مشقاته و تبعاته أمامه ... و كذلك المرأة – الزوجة الأولى و حتى الثانية ... – هو ابتلاء في حقها ،و كلنا يعلم أن ثواب الصبر لا حدّ له ، و قد دعانا الله تعالى إلى الصبر و حثنا عليه . و هنا : أيهما أولى : أن نركن إلى المشاعر – و أهمها الغَيرة – من قِبَل المرأة ؟ أم أن نفكر بموضوعية في المسألة ؟ أتستحق الغَيرة منا أن نهدم أسرة ... و نشرد أطفالاً ... و نقطع أرحاماً ؟ أليس من الأولى أن نحتسب الأمر عند الله تعالى ؛ دون أن ندمر الأسرة و نضيّع الأولاد؟ فعلى المرأة المسلمة التي ابتليت بمثل هذه الحالة أن تصبر لله تعالى حفاظاً على مصالح الأسرة ؛ دون أن تضعف أمام عاطفتها و مشاعرها ، و مهما كان ألمها شديداً على نفسها ... و مهما ثارت في نفسها براكين الغيرة ... فطمأنينة الأطفال ... و سكون الأسرة ... و صلة الأرحام ينبغي أن تكون أقوى في نفسها من آلام الغَيرة ؛ و براكين الغضب . و القضية كلها تحتاج إلى تفكير إيماني متعقِّل ؛ لا إلى خضوع للمشاعر و الغيرة ونحو ذلك . و ليكن أولادُك – أختي – عزاءً لك ، و سلوةً لك عن مصيبتك، و شاغلاً لك عن همّك ، فهم يستحقون منك التضحية و الصبر ... و إلا فلماذا أنت أم؟ و لماذا جعلك المصطفى – صلى الله عليه و سلم – بثلاثة أضعاف الأب براً و إكراماً؟ هكذا أرى الموقف الأسلم و الأكبر و الأذكى و الأوعي ... دون أن نسقط في براثن الغيرة القاتلة ؛ فندمر كل شيء طيب و جميل في نفسية أطفالنا ... مع اعترافي بالألم – مرة أخرى - ... لكني أعتقد أن أطفالك – أيتها المكلومة الكريمة المصون - يستحقون منك بعض التضحية و الصبر ... فأعطهم سعادتك .. و آثريهم بضحكتك ... و حوّلي دمعتك إلى بسمة و قدميها لهم . فأمسكي غيظكِ ... و اضبطي مشاعرك ... و ليكن اهتمامك الأول و الأكبر بالأولاد و الأسرة ... فهم ذخيرتك في الدنيا و الآخرة ... و لا ندري ... فلربما يجعل الله تعالى من الزواج الثاني سبباً لعودة الكثير من الدفيء إلى الزواج الأول ... ؟ أختاه : لا تكوني سبباً في حرمان أطفالك – فلذات كبدك – من كلمة " أبي " ... لا تحرميهم استقرارهم النفسي لأجل غيرتك – و هي قاسية و مؤلمة – لكنها لا تبرر أن نقسوا على أطفالنا ؛ فنحملهم معنا مسئولية غيرتنا القوية . و أنت أخي الكريم ؛ أيها الزوج : تريّث ... و اتق الله ... فإن لم تكن محتاجاً لهذه الخطوة – وفق ضوابط دينك – فبالله عليك تمهّل ... لا تضيع جميل ما لديك المتيقَّن ... طلباً لجميل غيرك المتوهَّم ... فقد لا تجد فيما طلبت إلا الهمّ و النكد ... فيجعلك تترحم على الماضي ... الذي يكون ربما قد أفلت منك إلى غير رجعة ... فتخسر جميل واقعك ... و تقع في نكد وهمك ... فقايس ؛ و وازن بين ما تطلبه و بين ما قد تفقده ... و أينما تجد مصلحة دينك فأمضها ؛ و امضِ معها و بها و إليها ... و مرة أخرى : لا تتسبب بضياع أسرة كاملة ... و تشريد أطفالك ... و كسر خاطر من تحبك ... فكما خاطبنا زوجتك و ذكَّرناها ... فإننا نخاطبك بمثله ونذكرك به ... أيضا . و القضية عندما توضع في ميزان الأولوية الشرعية ... الأولوية يوم نلقى الله تعالى ... فعندها سيندثر كل شعور إلا الرغبة في أن نلقى الله تعالى بصبر و تضحية ... و مُكث لحظة في جنان الله تعالى يُنسي كل آلام الدنيا و نعيمها معها ... { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوف ٌرَحِيمٌ} [البقرة : 143] ، و الحمد لله رب العالمين . و بعد كتابة هذه الإشكالية ... فإني أرجو من كل أخ و كل أخت تقرأها أن يسجلوا رأيهم و موقفهم بصراحة ... أي : فليضع كلٌّ من الذكور فينا أنفسهم موضع الزوج ... و كل أنثى فينا موضع المرأة ... ثم فلنُجب عن الأسئلة الموجهة . و ها أنا أبدأ ؛ فأقول : لو كنت مكانه ... و كانت الزوجة كما وصفنا ... فلن أفرط فيها ... و الصبر و شغل النفس بذكر الله تعالى و التقرب إليه بالعمل الصالح – كدعم دعوة أو كفالة داعية ... - كفيل بضبضبة كل شيء، و الحمد لله رب العالمين ... و كتبه : ش خالد طرطوسي
حفيدة رسول الله
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 26/02/2010 العمر : 37 الموقع : دمشق
موضوع: رد: صبراً أُختاه ... إنه الابتلاء الخميس أبريل 08, 2010 4:07 am
الله يعطيك العافية ياشيخي
سبق واجبت وسأكرر الصبر لحماية اطفالها من مخالب هذه الحياة القاسية
لتحافظ عليهم لابد لها من الصبر ولتكن متأكدة ان الله لن ينساها ابدا
شكرا لك شيخي
ش - خالد طرطوسي
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
موضوع: رد: صبراً أُختاه ... إنه الابتلاء الخميس أبريل 08, 2010 4:37 am
ربي يكرمك و يبارك فيك أختي الحفيدة المباركة ... إنه الابتلاء ... و لا بد للمؤمن من الصبر و التضحية ما دامت فيه حياة تخفق
أم اسامة
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
موضوع: رد: صبراً أُختاه ... إنه الابتلاء الجمعة أبريل 09, 2010 2:48 am
نسال الله شيخنا ان يرفع عنا جميعا البلاء والا نبتلي بشيئ يغضب الله الصبر ثم الصبر
ش - خالد طرطوسي
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
موضوع: رد: صبراً أُختاه ... إنه الابتلاء الجمعة أبريل 09, 2010 3:04 am
اللهم آمين يا رب ... شكرا لك اختي ام أسامة ... تباركنا بمرورك الطيب .