هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات احباب الله
منتدى اسلامي عام
أهلا بك زائرنا الكريم ، شرفتنا بالزيارة ، ونود أن تستمتع بكل ما يحويه المنتدى من أقسام ومواضيع ، ويسرنا جدا أن تكون عضوا في منتدى احباب الله لتفيد وتستفيد - الآراء المنشورة في المنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تمثل وجهة نظر المنتدى الرسمية - التمسك بالأخلاق الإسلامية والهدي النبوي الشريف يعكس صورة رائعة للعضو في هذا المنتدى ونعلم أن الجميع هنا بحول الله من هؤلاء النخبة ..الادارة العامة -
موضوع: و عند الله تجتمع الخصومُ السبت أبريل 10, 2010 9:43 am
[center]و عند الله تجتمع الخصوم
إن الأمن على النفس و الدين و الأهل و المال و الولد ، و العيش بطمأنينة حقٌ لكل إنسان ، و واجب على كل مجتمع أن يحقق لأفراده أيًا كانوا العيشَ في أمن وطمأنينة ؛ تسودهم المحبة والتعاون ، ويسلموا من أسباب الفوضى والعدوان. وهذا ما قرره الإسلام ، فقد أمرنا الإسلام بالعدل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة : 8] {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام : 152] . و عندما ينزاح العدل من واقعٍ ما فلا بد أن يحلّ مكانه " الظلم " ، لأن العدل و الظلم لا بد أن تزاحما على قيادة الأفراد و المجتمعات ، و لا يتعايشا معاً أبداً . (1) الظلم ظلمات و كلنا نعلم أن الظلم مجمع الرذائل ، وموطن القبائح ، تبغض سماعه الآذانُ الفطرية ، وتتأفف من النطق به الألسنةُ النظيفة العفيفة ... فلا يوجد عاقل يحب أن يوصف به ... بل حتى الظالم نفسه لا يرضى به وصفاً لنفسه !! و لقد أخبرنا نبينا – صلى الله عليه و سلم - فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى ؛ أنه قال : " " يا عبادي ؛ إني حرَّمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرمًا ، فلا تظالموا ... " . [ أخرجه مسلم] . و هذا يعني : أن الظالم يسير في طريق مظلم ، لا نور فيه ، و لا خير ، بل الهلاك و الضلال ... و يكفيك أن نهايته ظلمات النار يوم القيامة !! لذلك حذرنا المصطفى – صلى الله عليه و سلم - منه قائلاً : " اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ... " [ أخرجه مسلم ] . و قد أوصى الصحابي الجليل – و كل الصحب أجلاء ؛ رضي الله تعالى عنهم – سلمان الفارسي جريرَ بن عبد الله - رضي الله عنهما - ؛ فقال له : " يا جرير ؛ تدري ما ظلمة النار؟ قال : لا . قال سلمان : إنها ظلم الناس بعضَهم بعضًا في الأرض " . و لذلك كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم - يتعوذ من الظلم ، و أمرنا فقال : " تعوَّذوا بالله من الفقر ، والقلة ، والذِّلّة ، وأن تَظلم، أو تُظَلم ". [ أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه / انظر : السلسلة الصحيحة 1445] . (2) الظلم هلاك للنفس و الحرث وخراب للأرض و الديار آثار الظلم لا ترحم ، وعقاب الظالم إذا حلّ لا يفرّق ، فهو يهلك الفرد ، ويخرب الديار و يديل الدول ، وإذا حلت نقمة الله تعالى على الظالم فلن ترحمه و لن ترحم من حوله : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال : 25] . قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : " يوم المظلوم على الظالم أشدُّ من يوم الظالم على المظلوم " . وقال سفيان بن عُيَينة - رحمه الله - : " أول ما كُتِب في الزبور : ويلٌ للظَّلَمَةِ ". و الظالم إنما هو متعدٍّ على الله تعالى ، لأن الله هو العدل و أمر بالعدل : قال شُرَيح القاضي - رحمه الله - : "سيعلم الظالمون حقَّ مَن انتقصوا ؟ إن الظالم ينتظر العقاب ، والمظلوم ينتظر النصر والثواب" . وقال بعض الحكماء: " اذكُر عند الظلم عدلَ الله فيكِ ، وعند القُدرة قدرةَ الله عليك ، لا يعجبك رَحْبُ الذارعين ، سفاكُ الدماء !! ، فإن له قاتلاً لا يموت " : {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر : 14] فيا من رتعت في مراتع الظلم الوخيمة.. ويا من غرك حلم الله تعالى ، وإمهاله للظالمين.. أفقْ ! فعمّا قليل سينزل عقاب من لا يهمل الظالمين ؛ فتصبح كأمس الدابر! قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " إن الله - عز وجل - يُملي للظالم ، فإذا أخذه لم يُفِلته " ثم قرأ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود: 102] [ أخرجه البخاري ومسلم ] . قال مِسعَر بن كُدام - رحمه الله - : "أناة الله حيَّرت قلوبَ المظلومين ، وحِلم الله بسط آمالَ الظالمين " . إن الله لن يغفل عنك يا من ظلمت عباده ، وفلا تمنِّ نفسَك بالنجاة .... فهيهات ... هيهات ... إن لك يومًا سينسيك كل نعمة و راحة و نشوة عند الظلم ذقتها ! قال بعض الحكماء: " إنه ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة ، أو تعجيل نقمة من إقامة ظالم على ظلمه " . عن سفيان بن عُيَينة قال : قال كعب الأحبار: إني أجد في كتاب الله المنزَّل : " أن الظلم يخرب الديار " . فقال ابن عباس : أنا أُوجِدكه في القرآن ؛ قول الله تبارك وتعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [النمل : 52] . قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة ، وعاقبة العدل كريمة ، و يروى : إن الله ينصر الدولة العادلة ؛ وإن كانت كافرة ، ولا ينصر الدولة الظالمة ؛ وإن كانت مؤمنة " . انتهى . فالعدل صلاح للأفراد و للمجتمعات ... للدول و للبلاد ... وسعادة لعامة الخلق...والظلم فساد وخراب وشقاء ودمار و على كل المستويات. كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه : أما بعد ؛ فإن مدينتنا قد خربت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً نَرُمُّها به ؟ . فوقَّع في كتابه : "أما بعد ؛: فحصِّنها بالعدل ، و نقِّ طرقَها من الظلم ، فإنه مَرمَّتُها ، والسلام " . (3) اتَّقِ دعوة المظلوم فإنها دعوة تفتح لها أبواب السماء ، وقد تكفل الله تعالى بنصرة صاحبها ، فلما بعث النبي - صلى الله عليه و سلم - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - إلى اليمن ؛ زوَّده بالوصايا الغالية في الدين والدنيا ، ومنها قوله - صلى الله عليه و سلم - : " واتقِ دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " .[ أخرجه البخاري ومسلم ] . و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار " [ أخرجه الحاكم والديلمي في مسند الفردوس / انظر : السلسلة الصحيحة 871 ] ... لأن حرارة الألم و ذل الظلم لا بد أن ينتشرا في تلك الدعوة التي يرفعها المظلوم في لحظة انكساره و تضعفه . و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تُحمل على الغمام ، يقول الله جل جلاله : وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين " . [ أخرجه الطبراني وغيره / انظر : السلسلة الصحيحة 870 ] . فبالله عليك : هل ترى أن رب العزة و الجلال يخيب عبدا ضعيفا طلب نصرته ؟؟؟ كان يزيد بن حاتم يقول : " ما هِبتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته ، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله ، فيقول : حسبُك الله ؛ الله بيني وبينك " . وقال بلال بن مسعود : " اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله " . و قال أبو الدرداء - رضي الله عنه - : " إياك و دمعة اليتيم ، و دعوة المظلوم ، فإنها تسري بالليل والناس نيام " .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا - فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه - يدعو عليك وعين الله لم تنم
فراجع نفسك أيها الظالم ، وتب ، وأعط المظلوم حقه ؛ قبل أن يرفع كفه للقوي ، ناصر كل مظلوم ... و لا تنس أن الله تعالى يجيب دعاء المظلوم ولو كان كافرًا ، فيهلك من أجله الظالم ، ولو كان من أتقى خلقه ، فقد قل رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " دعوة المظلوم - وإن كان كافرًا - ليس دونها حجاب " [ أخرجه أحمد/ كما في صحيح الترغيب للألباني 2231 ] . (4) الظالمون يوم القيامة ذلك اليوم الذي يشيب من هوله الوليد ، يوم الشدائد والأهوال ، يوم تدنو الشمس فيه من رؤوس الخلائق ، فما أشده من يوم ؟! وما أفظعه من موقف ؟! { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1، 2] . و هو يوم القصاص ، الحكم فيه الله رب العلمين ، مالك الملك و الملوك ، فيا ويل الظالم من الوقوف بين يديه يومها ؟ قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " اتقوا الظلم ما استطعتم ؛ فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة ، يرى أنها ستنجيه ، فما زال عبد يقوم يقول : يا رب ظلمني عبدك مظلمة . فيقول – الله تعالى للملائكة - : امحوا من حسناته . وما يزال كذلك ، حتى ما يبقى له حسنة من – كثرة - الذنوب ... " . [ أخرجه أحمد وأبو يعلي والطبراني/ كما في صحيح الترغيب 2221 ] .
أما والله إن الظلم لؤم - وما زال المسيء هو الظلوم إلى ديان يوم الدين نمضي - وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم في الحساب إذا التقين - غدًا عند الإله من الملوم (5) من صور الظلم أ - أكل مال اليتيم : قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]. ب - المماطلة في قضاء الدين : قال - صلى الله عليه و سلم - : " مُطل الغنى ظلم "[ أخرجه البخاري ومسلم ] . ج - ظلم المرأة في حقها وصداقها ونفقتها وكسوتها : فقد أمرنا الله تعالى بالعشرة الحسنة ، أو التسريح الحسن إذا حدث خلاف بين الزوجين : {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ...} [البقرة: 231]. هـ - ظلم العمال في أجورهم : (1) - عدم إعطاء العامل أجره. (2) - إعطاء العامل أقل من أجره الذي يستحقه. (3) - تأخير أجر العامل ومماطلته دون عذر شرعي . و عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: " قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، و رجل باع حرًا فأكل ثمنه ، و رجل استأجر أجيرًا ، فاستوفى منه ولم يعطه أجره " [ أخرجه البخاري ] . ... و هناك ظلم للنفس بإيرادها مغاضب الله تعالى و إبعادها عن مراضيه ، و ظلم للآخرين بالعدوان على أعراضهم أو أديانهم و كراماتهم و أو حياتهم أو أموالهم ، و الظلم الأكبر : أن تشرك بالله تعالى شيئاً و هو وحده الخلاق العظيم ذو القوة المتين : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 13] ... نسأل الله السلامة ، و انتظر " مهلاً أيها الظالم " ، و انظر : " و عين الله لم تنم " للكاتب ... و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
???? زائر
موضوع: رد: و عند الله تجتمع الخصومُ السبت أبريل 10, 2010 11:33 am
جزيت كل خير ي مولانا وبإذن الخير سنجد كل ما تعودناه والمزيد المزيد بحول الله وقوته
وأنت يا سيدي كريم بما يفتح عليك عليك
ش - خالد طرطوسي
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
موضوع: رد: و عند الله تجتمع الخصومُ السبت أبريل 10, 2010 11:56 am
الله يبارك في أخي أحمد ... نسأل الله تعالى القبول و حسن الختام ... شكرا لك ... ربي يكرمك .