هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات احباب الله
منتدى اسلامي عام
أهلا بك زائرنا الكريم ، شرفتنا بالزيارة ، ونود أن تستمتع بكل ما يحويه المنتدى من أقسام ومواضيع ، ويسرنا جدا أن تكون عضوا في منتدى احباب الله لتفيد وتستفيد - الآراء المنشورة في المنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تمثل وجهة نظر المنتدى الرسمية - التمسك بالأخلاق الإسلامية والهدي النبوي الشريف يعكس صورة رائعة للعضو في هذا المنتدى ونعلم أن الجميع هنا بحول الله من هؤلاء النخبة ..الادارة العامة -
أيها الظالم ؛ خذْها مني واضحة ؛ صريحة ... أنت أحمق ... و جاهل ... و مثار لشفقتنا ... ؟ أحمق : لأنك تفخر بما ليس لك ... و إلا فما الذي سوَّل لنفسك أن تكون ظالماً ؟ ... ثروتك و مالُك ... قوة جسدك و صحتك ... مكانتك و منصبك ... ؟؟؟ فاسأل نفسك : أأنت من أوجد هذه الصفات فيك ؟ أنت من اختار صحتك و قوتك ؟ أنت من صنعت مجدك ؟ . يا مسكين إنها عاريةٌ مسترَدَّةٌ ؛ سرعان ما ينزل بساحتك قضاء ربك ... فيُفقدك كل شيء ؛ حتى اسمك يؤخذ منك ، فلن يناديك حينها أحدٌ باسمك ... بل " الميت " ... " الجثة " ... " الجثمان " ... سيجعلك الموت مجرد جثة هامدة ؛ مصيرها التراب ... و لعنات الناس . يا أيها الظالم : تريَّث ؛ قد تكون قادراً على أن تحرم غيرك من راحته و سعادته ... و تحول سكونه إلى دموع قاهرة ... نعم . قد تستطيع سحق غيرك ... و جعلَه مثاراً لدموع المشفقين ... نعم . قد تفعل ما يجعل غيرك كتلةَ همٍّ ... و مجمع غمٍّ ... أيضاً نعم . قد تنسيك نشوة السحق هذه غُصة الندم أمام الحق يوم الحق ... أجل . أو تسكرك لذة التحطيم لغيرك ... فتغيبك عن حقيقة : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات : 24] ... قد يسري شعور بالنصر في نفسك لأنك حطمت ضعيفاً ... و جعلته عبرة لمن يجرؤ على مخالفتك . قد تجعل ظلمك أحاديث مجالسك فخراً و تشفياً و إرهاباً... ... لكن أنسيت أن من ظلمته يحتقرك ؟ أفاتك أنك صغير في عين من ظلمته ؟ أم تجاهلت أن التاريخ سيذكرك في مزابل الأخلاق و القيم ؟ و التاريخ حكم عدل ؛ لا يداهن ... و لا يرحم ... و اقرأ ما كتب عن الظلم و الظالمين في تراثنا الإيماني الفكري . ... لَمْ تنتصرْ أيها الظالم ... بل أنت مهزوم و مأزوم ... أنت مهزوم في أخلاقك ... و مأزوم في مفاهيمك ... لأن الرحمة كرامة ... و الظلم مهانة . و مع هذا و ذاك : أين أنت يوم يسري في أوصالك قهرُ الموت ؟ أين أنت يوم توضع على مغتسلك ... فيقلّبك عليه – و أنت متجرِّد من كل شيء ... و رغماً عنك – من لم تكن تأبه به و لا له ؟ أين أنت عندما تُلقى في حفرتك ... وحيداً ... ضعيفاً ... خائفاً ... مرتعباً ... و حولك ضيق ... وأنت في ضيق ... ظلمة ... دود ... وحدة ... وحشة ... و عندها أتظن أن ينفعك قولك : {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون : 99] ... أو أن ينجيك تحسرك : {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر : 56] ... فاحذر أن ترحل إلى ربك و أنت ظالم ... لأن الشعار هناك : {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه : 111] .... و " الظلم ظلمات يوم القيامة ... " . أرأيت أيها الظالم ... فأنت المظلوم في الواقع ... لا من ظننت أنك انتصرت عليه ظلما و عدوناً ؟؟؟ فهل أخطأتُ عندما قلت لك : أنت أحمق و جاهل ؟؟؟ أعدْ حساباتك متذكِّراً قبرك و ربك و جنتك و نارك ... و ستعلم أنك أنت الخاسر : { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه : 111] . لا تستغربْ قسوة التوصيف ... فما هو إلا حقيقة نغفل عنها في سكرات الهوى و نشوة الأنا ... فانتبه ... فلن يحصد ما تزرع إلا أنت ... أما المظلوم ... فقد أسديت إليه معروفاً كبيراً بأن جعلته من أولياء الله ؛ و من تولى الجبار ذاته نصرتهم ... لأن الله حرم الظلم على نفسه ، و جعله بيننا محرَّماً ، و يقول لدعوة المظلوم : " و عزَّتي و جلالي لأنصرنَّك و لو بعد حين " ... فاحذر عداوة الله تعالى ... و انتقامه ... و يوم يقوم الناس لرب العالمين : حسابه ...!!! اللهم أجِرنا من الظلم و أهله ... و احفظنا بحسن مراقبتك و خوفك و الحياء منك ... يا أرحم الراحمين([1]) .
[1] - انظر : " و عين الله لم تَنَمِ " ، و " و عند الله تجتمع الخصوم " للكاتب .