هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات احباب الله
منتدى اسلامي عام
أهلا بك زائرنا الكريم ، شرفتنا بالزيارة ، ونود أن تستمتع بكل ما يحويه المنتدى من أقسام ومواضيع ، ويسرنا جدا أن تكون عضوا في منتدى احباب الله لتفيد وتستفيد - الآراء المنشورة في المنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تمثل وجهة نظر المنتدى الرسمية - التمسك بالأخلاق الإسلامية والهدي النبوي الشريف يعكس صورة رائعة للعضو في هذا المنتدى ونعلم أن الجميع هنا بحول الله من هؤلاء النخبة ..الادارة العامة -
موضوع: صراعٌ مع السَّرَطان الأربعاء أبريل 14, 2010 11:30 pm
صراع مع السرطان
قصة واقعية هذه قصة من واقع الحياة ، كنت شاهداً عليها ؛ بل طرفاً فيها ، و لن أطيل في التقديم ؛ فلنقرأها كما حدثت دون رتوش بيانية أو تزويقات تعبيرية : دخلت محلاً في زيارة لأخ لي ؛ يملك ذاك المتجر ... و إذا بي أنظر شاباً طُوالاً ؛ عُراضاً – ما شاء الله عليه - ، فألقيت علية السلام ، و لكن لفت نظري لمعاناً في عينيه ؛ فدققت النظر ؛ فإذ بها دمعات يحاول جاهداً إمساكها . و بعد التعارف قلت له : خيراً – أخي – ما الذي جعلك محبّطاً ... دامع العينين ... باكياً ؟ فقال : أيا شيخنا ؛ و الله عندي مصيبة جللٌ ؛ و لا أعرف ماذا أفعل ؟ قلت : هاتِ ما عندك ؛ عسى الله تعالى أن يُلهم ما فيه خيرك و تفريج كربتك؟ قال : أمي مريضة بالسرطان ... فلقد أخبرنا الطبيب – و هو ابن خالي - : أن أمي مصابة بأربعة عشر كتلة سرطانية ، و لا أمل – من باب الطب و السبب – ببقائها حيةً ... بل إنها الآن تعيش ساعاتها الأخيرة – كما أخبرنا طبيبها - ... ثم قاضت مقلتاه بدمعات حارة ؛ ألهبت مشاعري ... فجعلتني أشاركه الدمعة و الزفرة . ثم قلت له : خيراً – إن شاء الله – بسيطة ... لا تهتمَّ ؟ فقال : كيف لا أهتمّ و أمي قد تفارق الحياة غداً كما أخبرنا الطبيب ؟ قلت : مهلاً - أُخَيَّ - ... فالخالق هو الله ... و الضارّ و النافع هو الله ... و المحيي و المميت هو الله ... و المُمْرِض و الشافي هو الله ... فأين أنت من باب الكريم ... الذي يناديك كل ليلة سَحَراً : هل من سائل فأُعطيه ؟ هل من مريض فأشفيه ؟ ... أخي : لا تذرف دمعاتك أمام من لا يعرف قيمتها و لا يقدّر لها قدَرَها ... و أطلق لها العَنانَ لتسيل غزيرة ... راجية ... مستغيثة ... في باب من يقدرها و يكرمها . قال : ما فهمت قصدك شيخنا !. قلت له : اسمع مني جيداً إن كنت تريد شفاء أمك !. فأشرق وجهه بالأمل قائلاً : على عيني و رأسي ... مُرني بما تراه مناسباً و أنا مستعد لدفع حياتي ثمناً لشفاء أمي . قلت له : احفظ حياتك ؛ و أخفِ دمعاتك ، و سارعْ إلى العمل بما أقوله لك : - أولاً : كم كنتم تدفعون أجرة للطبيب ؛ و ثمناً للدواء في كل معاينة لوالدتكم ؟ قال : كذا ؛ و كذا – و ذكر مبلغاً معيناً - . فقلت له : بعد أن تنهي زيارتك هذه تخرج و تبحث عن عائلة فقيرة ... لا توكّل أحداً ... ابحث بنفسك ، و لا بد أن تجد ... - فإن عجزت فأوكل من تثق بأمانته و حكمته و صلاحه - ، فأعطِهم مقدار ما كنتم تدفعونه للطبيب و الصيدلي أجرةَ معاينة و ثمنَ دواء ، و ناجِ الله تعالى قائلاً : اللهم اجعلها صدقة شافية ... و تقبلها عافيةً لأمي ... اللهم إن نبيك – صلى الله عليه و سلم – قد قال لنا : " داووا مَرضاكم بالصدقة " ... فها أنا أداوي أمي بما أمرني به مصطفاك و حبيبك ... الله فكرامةً لكلام رسولك إلا أجبت دعائي و أنلتني مُرادي . ثم اعمد إلى بيتك ، و قبيل الفجر بساعتين قم من نومك ؛ و قفْ بين ربك ... ادعه ... ناجِه ... اشكُ له ما أهمَك ... اعرُض عليه غمَّك ... قل : يا رب ؛ شفاءً لا يغادر سقماً ... قل : يا رب ؛ جبراً للخواطر ... و اجعل دعائك يخرج رطباً ... حاراً ... رطباً بدمعات مستغيثة ... و حاراً باستغاثة لاجئة ... و لن تخيب إن شاء الله تعالى . ثم مضيت إلى شأني ، و قد شغلتني تصاريف الحياة عن متابعة قصة أخينا هذا ، على الرغم من أن علاقتي به قد تطورت ؛ فتحول إلى أخ عزيز لي . و بعد مرور حوالي السنة – أكثر أو أقل ؛ نسيت بصراحة – جمعني و إياه لقاء ... ففاجأني بقوله : أنا عاتب عليك شيخنا ! فقلت له : خيراً إن شاء الله ... ما عتبك علي ؟ قال : مضى على إخبارك بمرض أمي سنة ، و لم تسألني إلى الآن : ماذا جرى ؟ و كيف أحوالها ؟ و ما هي أخبارها ؟ فاجتاحتني رِعدة من الحياء ... جعلتني أتصبب عرقا خجلاً منه ... فسألته : طَمْئِني عن أحولها ؟ فقال : إذاً ؛ اسمعْ مني : بعد أن افترقنا ذاك المساء ذهبت و بحثت عمن وصفتَ لي حالهم ، و بعد حوالي ساعتين من البحث و التنقيب دخلت بيتاً ممن أعرف – دُلِلتُ عليه - ، و إذا بي أجد أماً تبكي رضيعها ؛ الذي ارتفعت درجة حرارته إلى (41) ، فقلت للأم : خذيه إلى الطبيب ؛ ماذا تنظرين ؛ فدرجة حرارته خطيرة ؟ قالت : لا مال لدي أُجرةً للطبيب و لا حتى ثمناً لدواء مخفِّض للحرارة !. فحمدت الله على عثوري على بغيتي ؛ مع إشفاقي على هذا الطفل ... فأعطيتها ما يسَّر الله تعالى – و هو ما كنا ندفعه في كل معايدة للطبيب و التصوير و التحاليل - ، ثم مضيت . فذهبتْ تلك الأم المكلومة بتحجر قلوب الأغنياء و القادرين إلى الطبيب ، و بعد معاينة الطفل قال لها : لو تأخرت نصف ساعة لفارق طفلك الحياة ... حرارته وصلت إلى درجة الخطورة !!! و هكذا ؛ فقد أكرمني الله تعالى بإنقاذ حياة هذا الرضيع ببركة نصحك و توجيهك يا شيخنا. فقلت له : بل هو توفيق الله تعالى لك ؛ و رحمته بك ... انظر كم تفضل الله تعالى عليك ... لقد كتب لك أجر إنقاذ حياة إنسان بقليل من المال ، و الله تعالى قال : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [المائدة : 32] . ثم قلت له : لقد شوقتني لمتابعة خبرك ... فهاتِ ما عندك ؟ فقال لي : ثم في الليل قمت ؛ و صليت قيام الليل ؛ و دعوت ؛ و بكيت إلى أن صدح صوت الحق في الآفاق معلنا دخول وقت الفجر ، فصليت الفجر ؛ و نمت . و في الصباح – و هو اليوم الأخير من حياة والدتي ؛ كما أخبرنا طبيبها – إذا بوالدتي تطلب مني طعاماً – فول و حِمَّص – من المطعم !! فأدرت وجهي و بكيت ؛ لأنهم يقولون : إن المشرف على الموت يشتهي بعض الأطعمة ؟؟؟ و لكن لا بد من إجابة رغبتها ... فأحضرت لها ما طلبتْ ، فأكلتْ أكل الأصحّاء ... و مضى اليوم الموعود ، و بدأ نوع من الإشراق يظهر على وجه أمي ... و في اليوم الثاني ازداد إشراق وجهها ... و ازدادت شهيتها للطعام .. بل بدأت بتحريك ما كان عاجزاً عن الحركة من أطرافها ... و هكذا ؛ إلى أن مضت الخمس عشر يوماً ؛ فاتصلتُ بطبيبها قائلاً : يا ابن الخال ؛ عمتك بدأت بتحريك أطرافها ؛ و أحوالها تتحسن ، و أنت قد أخبرتنا : بيأس الطب و عجزه أن يقدم لها شيئاً ؟ فقال لي الطبيب : أحضرها إليّ . فأخذتها إلى المشفى ، و بعد المعاينة خرج الطبيب قائلاً : هذا مستحيل ... لو لم أكن أنا طبيبها لما صدقت نتائج التحليل و الصور ... إن جسم أمك خالٍ تماماً من أي كتل سرطانية ... بعد أن كان فيه أربع عشرة كتلةً ؟؟ ثم تابع أخونا قائلاً لي : و أمي إلى الآن من حسن إلى أحسن ؛ فبعد أن كانت مُقعَدة ؛ إذا بها الآن تروح و تجيء ... و تأكل و تشرب ... تمارس حياتها بشكل طبيعي ؛ و كأن المرض لم يزرها يوماً ... فالحمد لله الذي جعلني ألتقي بك ؛ لتبعث في قلبي الأمل ؛ و تدلني على الطريق . فقلت له : بل الفضل لربنا – سبحانه - الذي ما جعل لليأس إلى قلوبنا سبيلاً ... إن الإيمان بالله هو الذي يعطينا القوة و الثقة و الحرية – أخي الكريم - ... فاحمد الله تعالى على ما أكرمك ... و صلِّ على نبيك المصطفى – صلى الله عليه و سلم – و اتّبِعْه ... و عِشْ معه ... فهو الذي قادك في طريق شفاء أمك ... بارك الله لك في حياتها و في حياتك. و بفضل الله ؛ مرّت اليوم على هذه الحادثة أكثر من سبع سنوات ... و ما زلنا نراه غادياً و رائحاً بصحبة أمه ... حفظها الله و رعاها ... و إياكم جميعاً . و بعد : فلهذه القصة أخوات ؛ سأذكرها متتابعة – إن يسر الله تعالى و أعان - ، و قبل المغادرة لا بد من كلمة : إن الإيمان الصحيح بالله تعالى هو الحياة ... و إن الثقة بالله تعالى هي القوة التي لا تعرف الانكسار ... و إن التسليم لقضاء الكريم هو الطمأنينة ... و إن الأمل الذي لا – و لن يخبو – لن نجده إلا بالانطراح على باب الرؤوف الرحيم ... فلدينا – نحن المسلمين – طاقات إيمانية قادرة على صنع المستحيلات – بالنسبة إلى غيرنا – إن أحسنّا الفهم لها ؛ و العمل بها . و لقد قالها أحدهم : إن آية واحدة في كتاب الله تعالى هي التي صنعت تاريخ المسلمين و انتصاراتهم و فتوحاتهم : {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : 51] . أخي / أختي : كل شيء بيد الله ؛ و بأمر الله ؛ و بخلق الله ؛ و بقضاء الله ... و لن يكون إلا ما أراده سبحانه ... فاسأل الملك ، و اترك التعلق بالعبد ، فالملك هو المَلِكٌ ، و العبد ... عبدٌ ... فلا تملِّك قلبك للسراب ... و لا تخضِعه للتخمينات ... تعلق باليقين إن أردت أن تعيش على يقين في قراراتك و مواقفك و خياراتك ، و على الله قصد السبيل ([1]).
[1] - اقرأ " لا تمُنَّ علينا " للكاتب .
فارس الإسلام
عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 05/04/2010
موضوع: رد: صراعٌ مع السَّرَطان الخميس أبريل 15, 2010 2:54 am
وليس ذلك على الله بعزيز جزيت خيرا شيخنا الفاضل وأكرمك الله وأثابك ونفع بك اللهم إنا نسئلك يقينا صادقا راسخا رسوخ الجبال فإنك قريب مجيب الدعاء
ش - خالد طرطوسي
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
موضوع: رد: صراعٌ مع السَّرَطان الخميس أبريل 15, 2010 2:58 am
اللهم آمين يا رب ... شكرا لك أخي فارس على المرور الطيب .
خادمة نعله الشريفة الطاهر
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 09/04/2010
موضوع: رد: صراعٌ مع السَّرَطان الخميس أبريل 15, 2010 5:32 am
شكرا لك أخي الكريم
ش - خالد طرطوسي
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
موضوع: رد: صراعٌ مع السَّرَطان الخميس أبريل 15, 2010 8:25 am