هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات احباب الله
منتدى اسلامي عام
أهلا بك زائرنا الكريم ، شرفتنا بالزيارة ، ونود أن تستمتع بكل ما يحويه المنتدى من أقسام ومواضيع ، ويسرنا جدا أن تكون عضوا في منتدى احباب الله لتفيد وتستفيد - الآراء المنشورة في المنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تمثل وجهة نظر المنتدى الرسمية - التمسك بالأخلاق الإسلامية والهدي النبوي الشريف يعكس صورة رائعة للعضو في هذا المنتدى ونعلم أن الجميع هنا بحول الله من هؤلاء النخبة ..الادارة العامة -
النية في حياة الرّبّانيين لها شأنها الخطير ، بل ما العمل الصالح المقبول عند الله تعالى إلا عمل بما أمرنا به الله تعالى ؛ مريدين به الثواب من الله تعالى ، فالدين كله إنما يقوم على النية : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة : 5] . و لأهمية النية في حياة المسلم آثرنا أن نقدِّم هذه الكلمات الربانية الطاهرة ؛ التي تنير لنا درب الوصول إلى رضوان ربنا – سبحانه و تعالى - : 1- قال الإمام أحمد – رحمه الله - : أُحِبُّ لكلِّ مَنْ عَمِلَ عملاً مِنْ صلاةٍ ، أو صيامٍ ، أو صَدَقَةٍ ، أو نوعٍ مِنْ أنواعِ البِرِّ أنْ تكونَ النِّيَّةُ متقدِّمَةً في ذلك قبلَ الفعلِ ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " الأعمالُ بالنِّيَّاتِ " ، فهذا يأتي على كلِّ أمرٍ من الأمور ([1]). 2 - وقال الفضلُ بنُ زيادٍ – رحمه الله - : سألتُ أبا عبد الله - يعني : أحمدَ - : عَنِ النِّيَّةِ في العملِ ؛ قلت : كيف النيةُ ؟ قالَ : يُعالجُ نفسَه ، إذا أراد عملاً لا يريدُ به النّاس ([2]) . 3 - وقال أحمدُ بنُ داودَ الحربي – رحمه الله تعالى - : حدَّث يزيدُ بن هارونَ بحديثِ عمر : " إنّما الأعمال بالنيات " و أحمدُ جالسٌ ، فقال أحمد ليزيدَ : يا أبا خالدٍ ؛ هذا الخناقُ ([3]) . 4 - وقال يحيى ابن أبي كثير - رحمه الله - : تعلَّموا النية ؛ فإنها أبلغ من العمل ([4]). 5- وقال زيد الشامي - رحمه الله - : إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء ؛ حتى في الطعام والشراب . 6- وقال أيضاً - رحمه الله - : اِنْوِ في كل شيء تريد الخير ؛ حتى خروجك إلى الكناسة ([5]). 7- و قال داود الطائي - رحمه الله – ([6]) : رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية ، وكفاك بها خيراً ؛ وإن لم تصب . و قال أيضاً : البِرُّ هِمَّةُ التَّقيِّ ، ولو تعلَّقت جميع جوارحه بحبِّ الدُّنيا لردَّته يوماً نيَّتُهُ إلى أصلِهِ ([7]). 8- و قال سفيان الثوري - رحمه الله - : ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي ؛ لأنها تتقلب عليَّ ([8]) . 9- وقال يوسف بن أسباط - رحمه الله - : تخليص النية من فسادها أشدُّ على العاملين من طول الاجتهاد ([9]). 10- وعن بعض السَّلَف قال : مَنْ سرَّه أن يَكْمُلَ له عملُه ، فليُحسِن نيَّته ، فإنَّ الله - عز وجل - يأجُرُ العَبْدَ إذا حَسُنَت نيَّته حتى باللُّقمة([10]) . 11 – وقال عبد الله بن المبارك – رحمه الله - : رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ ([11]). 12 - وقيل لنافع بن جبير - رحمه الله - : ألا تشهد الجنازة ؟ قال : كما أنت حتى أنوي . قال: ففكر هنيهة ، ثم قال : امضِ ([12]). 13 - وقال مُطَرَّف بن عبد الله - رحمه الله - : صلاح القلب بصلاح العمل ، وصلاح العمل بصلاح النية ([13]). 14- و قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله - : رُبَّ عملٍ صغير تعظمه النية ، و رُبَّ عمل كبير تصغِّره النية([14]). 15- و قال ابن عجلان - رحمه الله - : لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى لله ، والنية الحسنة، والإصابة ([15]). 16- و قال الفُضَيل بن عِيَاض - رحمه الله - : إنما يريد الله - عزّ وجلّ - منك نيتك و إرادتَك ([16]). 17- و قال يوسف بن أسباط - رحمه الله - : إيثار الله - عزّ وجلّ - أفضلُ من القتل في سبيله. 18 – و بإسنادٍ منقطعٍ عن عُمَر - رضي الله عنه - ، قال : أفضلُ الأعمال أداءُ ما افترضَ الله - عز وجل - ، والورعُ عمّا حرَّم الله - عز وجل - ، وصِدْقُ النِيَّة فيما عندَ اللهِ - عز وجل - ([17]). 19- و قال الفُضَيل - رحمه الله - في قوله تعالى : {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً } قال : أخلصه وأصوبه ، وقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبَل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبَل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، وقال : والخالص إذا كان لله عز وجل ، والصواب إذا كان على السُّنَّة ([18]). 20 - وقال بعضُ العارفينَ : إنَّما تفاضَلُوا بالإرادات ، ولم يتفاضَلُوا بالصَّوم والصَّلاة([19]) . 21 – و روى وكيعٌ في كتابه عن الأعمش ، عن شقيقٍ - هو أبو وائلٍ - قال : خطبَ أعرابيٌّ مِنَ الحيِّ امرأةً يقال لها : أم قيسٍ . فأبت أن تزوَّجَهُ حتى يُهاجِرَ ، فهاجَرَ ، فتزوَّجته ، فكُنَّا نُسمِّيه مهاجرَ أُم قيسٍ . قال : فقال عبدُ الله بن مسعود : مَنْ هاجَر يبتغي شيئاً ، فهو له ([20]). 22 - وقال ابنُ مسعودٍ – رضي الله عنه - : لا تعلَّموا العِلمَ لثلاثٍ : لِتُماروا به السُّفَهاء ، أو لِتُجادِلوا به الفُقهاء ، أو لتصرفوا بهِ وُجُوه النَّاس إليكم ، وابتغُوا بقولِكُم وفعلِكم ما عندَ اللهِ ، فإنَّه يبقَى ، ويذهبُ ما سواهُ ([21]) . 23 – و روي أنَّ لقمان قال لابنه : الرياء أنْ تطلب ثواب عملك في دار الدنيا ، وإنَّما عمل القوم للآخرة . قيل له : فما دواء الرياء ؟ قال : كتمان العمل . قيل له : فكيف يكتم العمل ؟ قال : ما كلفت إظهاره من العمل فلا تدخل فيه إلا بالإخلاص ، وما لم تكلف إظهاره أحبُّ ألا تطلع عليه إلا الله ([22]). 24 – و رُوي عن عبد الله بن عمرٍو – رضي الله عنه - ؛ قال : إذا أجمعَ أحدُكم على الغزوِ ، فعوَّضَه الله رزقاً ، فلا بأسَ بذلك ، وأمَّا إنْ أحَدُكُم إنْ أُعطي درهماً غزا ، وإنْ مُنع درهماً مكث ، فلا خيرَ في ذلك . 25 - و قال الأوزاعي – رحمه الله - : إذا كانت نيَّةُ الغازي على الغزو ؛ فلا أرى بأساً ([23]). 26 – و رُوي عن سُليمانَ بنِ داود الهاشميّ([24]) أنَّه قال : ربَّما أُحدِّثُ بحديثٍ و لِيَ نيةٌ ، فإذا أتيتُ على بعضِه ، تغيَّرت نيَّتي ، فإذا الحديثُ الواحدُ يحتاجُ إلى نيَّاتٍ ([25]). 27- و قال سهل بن عبد الله التستري - رحمه الله - : ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص ؛ لأنه ليس لها فيه نصيب ([26]). 28- و قال يوسف بن الحسين الرازي - رحمه الله - : أعزُّ شيء في الدنيا الإخلاص ، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر !! ([27]). 29- و قال سفيان بن عُيَيْنَة : كان من دعاء مُطرف بن عبد الله - رحمه الله - : اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أفِ به لك ، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد عملت ([28]) . و إلى وقفة أخرى مع كلمات الربانيين بعون الله تعالى ، و الحمد لله رب العالمين .
[1] - انظر : جامع العلوم و الحكم لابن رجب الحنبلي – بتحقيق د . ماهر الفحل - : ( 10) ، الحديث الأول .
[2] - نفسه .
[3] - نفسه (10). الخناق : قال ابن دريد في جمهرة اللغة ( مادة : خنق ) : الخَنِق: مصدر خنَقه يخنُقه خَنِقاً -بكسر النون - ، ولا يقال : خَنْقاً. والمخنَّق : الحَلْق ، يقال: أخذ منه بالمخنَّق ، إذا كَرَبَه ، وكل شيء خَنَقْتَ به من حبل أو وتر فهو خِناق ، والمِخْنَقَة : قِلادة تطيف بالعنق ؛ ضيّقة. ، والخانق : شِعْب ضيّق في أعلى الجبل ، والجمع خوانق. ،وأهل اليمن يسمّون الزِّقاق: خانقاً . والخُنَاق : داء يأخذ في الحلق ، والمِخْنَقَة : قِلادة من قِدّ تُتخذ للكلاب . انتهى . و المراد : ما يجعلهم من خوفهم يختنقون .
[4] - أخرجه أبو نعيم في الحلية (3 / 70 ) .
[5] - انظر القول الأول : جامع العلوم و الحكم ( 18 ) ، و أخرج القول الثاني : الدينوري في المجالسة ( 3533 ) ، وابن عربي في محاضرة الأبرار ( 2/293 ) .
[6] - هو أبو سليمان ، داود بن نصير الطائي ، اشتغل بالعلم مدة ، ودرس الفقه وغيره من العلوم ، ثم اختار بعد ذلك العزلة ، وآثر الانفراد والخلوة ، ولزم العبادة ، واجتهد فيها إلى آخر عمره ، مات بالكوفة سنة ستين ومئة ، وقيل : سنة خمس وستين ومئة . انتهى . انظر : سير أعلام النبلاء (7/422) ، والأنساب 3(/247-248 ) .
[7] - جامع العلوم و الحكم ( 18 ) .
[8] - أخرجه : أبو نعيم في الحلية (7/5 و62) ، وفيه كلمة " نفسي " بدل كلمة " نيتي " .
[9] - أخرجه : الدينوري في المجالسة ( 1946 ) و( 3424 ) ، وابن عربي في محاضرة الأبرار ( 2/323 ) .
[10] - جامع العلوم و الحكم (19 ) .
[11] - نفسه .
[12] - أخرجه : الدينوري في المجالسة ( 3532 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( 4/306 ) .
[13] - أخرجه : أبو نعيم في الحلية (2/199 ) .
[14] - جامع العلوم و الحكم ( 19 ) .
[15] - نفسه .
[16] - نفسه .
[17] - نفسه ، و عزا كل ما سبق لابن أبي الدنيا في " الإخلاص و النية " .
[18] - ذكره البغوي في تفسيره (5/124-125 ) .
[19] - جامع العلوم و الحكم ( 20 ) .
[20] - نفسه ( 22 ) ، و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( 8540 ) ، فائدة : قال ابن رجب – رحمه الله – عقب ذكره هذا الأثر : وقد اشتهرَ أنَّ قصَّةَ مُهاجرِ أمِّ قيسٍ هي كانت سببَ قولِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كانت هجرتُه إلى دُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ ينكِحُها " ، وذكر ذلك كثيرٌ من المتأخِّرين في كُتُبهم ، ولم نر لذلك أصلاً بإسنادٍ يصحُّ ، والله أعلم. انتهى . وقال قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/14) تعقيباً على هذه القصة : " لكن ليس فيه أنَّ حديث الأعمال سيق بسبب ذلك ، ولم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك .
[21] - ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/176) .
[22] - انظر : تفسير القرطبي (5/182 ) .
[23] - جامع العلوم و الحكم ( 34 ) .
[24] - هو أبو سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي ، سكن بغداد ، قال محمد بن سعد : كتب عنه البغداديون / و رووا عنه ، وتوفي ببغداد سنة تسع وعشرين ومئتين ، وقال أبو حسان الزيادي : مات سنة عشرين ومئتين . انتهى . انظر : تاريخ بغداد (9/30-31) ، وتهذيب الكمال (3/275) .
[25] - أخرجه : الخطيب في تاريخه (9/31) ، وذكره المزي في تهذيب الكمال (3/275) ، والذهبي في السير (10/625 ) .